عوامل نجاح الترجمة الفورية
الملخص
الترجمة الفورية هي نشاط فكري وإبداعي يحدث بشكل فوري بين متحدثين بلغتين مختلفتين يقوم على أساس اكتساب المضامين المعرفية والعمل على نقل هذه المضامين بطرق شتى يتم اختيارها من قبل المترجم الفوري ، ولابد من ان يكون نقل المضامين نقلا متكاملا ورصينا. و تعتبر الترجمة من النشاطات والمجالات المهمة للتواصل بين الأشخاص فى مجالات عديدة منها التجارة و السياسة. الا اننا نرى بأنها تعاني اهمالا واضحا في العراق, الامر الذي قد ينعكس سلبيا على علاقات العراق مع البلدان الاخرى وفي كافة المستويات. تتطلب الترجمة الشفهية تحضيرا وتواصل لغوي وثقافي ومعارف واسعة جدا. ومن الضروري جدا الإشارة إلى إن الترجمة الفورية تعتبر اليوم واحدة من النشاطات الحيوية في الحياة اليومية والدولية.
لقد تناولنا في بحثنا هذا دراسة اهم العوامل الاساسية التي تؤدي الى أنجاح مهام الترجمة الفورية. أذ يشتمل بحثنا هذا على ستة محاور: الاول يدور حول العوامل اللوجستة والتقنية التي قد تؤثر في عمل المترجم الفوري والتي بدورها تؤثر سلبا على صحة المترجم ومن ثم ادائه الترجمي, الامر الذي يتطلب وجود منشأت حيوية وصحية من خلالها يستطيع المترجم الفوري اداء مهام عمله بصورة صحيحة, لذلك نستطيع القول بان من ضمن الاشكال التي تؤثر في صحة المترجم ومن ثم ادائه الترجمي هي: العمل على أيجاد تهوية صحية صحيحة في كابينة المترجم, وأهمية عامل الاضاءة ونظام الصوت الذي يجب ان يكون متقن وصحيح. ويجب ان لا تكون جولات العمل طويلة , الامر الذي قد يسبب اجهادا وضغطا نفسيا كبيرا, و ضغوط العمل الاضافية بسبب كثرة السفر. أما المحور الثاني فيدور حول العوامل الذهنية التي تواجه المترجم الفوري عامل الثقة بالنفس, والنسيان وسرعة المتكلم التي قد تقود الى فقدان المعلومات ومن ثم التسليم الغير كامل للمعلومة وضعف الاستماع الذي قد يسبب التحليل السيئ للنص. أما المحور الثالث فيدور حول اهمية التحضير المُسبق بصفته عاملا مهما من عوامل نجاح الترجمة الفورية ولاسيما في المؤتمرات الدولية. أما المحور الرابع فيدور حول تقديم الدعم اللازم للمترجم اثناء ادائه لعمله. والخامس فهو حول ضرورة ممارسة الترجمة المنظورة باعتبارها الخطوة الاولى لأتقان الترجمة الفورية. والعامل الاخير حول تقييم عمل المترجم الفوري وتقديم الارشاد له.
ومن اجل تفادي هذه الصعوبات فينبغي على المترجم الفوري الجيد أن تكون لديه قابلية ومهارة ومعرفة جيدة باللغتين, اللغة المصدر واللغة الهدف. ومعرفة ما يدور في العالم الفسيح من إحداث مختلفة ليكون عالما بأخر الأخبار, الأمر الذي سيسهل أداء مهام الترجمة الفورية على أتم وجه. لذلك فنرى بان هناك العديد من المترجمين التحريريين والفوريين يميلون كل الميل إلى إن يكون تخصصهم الترجمي في مجال واحد لا غير, كأن يكون في مجال المالية أو المجال التقني أو الأدبي أو العلمي أو الطبي أو القانوني , ليتسنى لهم مواكبة التطورات الحاصلة في المجال الذين يعملون , أي كل مترجم وفقا لتخصصه.
ان من اهم الطرق التي من خلالها يستطيع المترجم الفوري ان يطور مهاراته بالترجمة ويتغلب على حالة الرهبة والخوف جراء ممارسة الترجمة الفورية وهي مشكلة بحثنا هذا, يكون من من خلال ممارسة الترجمة المنظورة والتي هي ترجمة فورية لنص معين في كتاب مفتوح, تمتاز هذه الترجمة بتقاربها مع الترجمة الفورية, اذ تُعد ممارستها بمثابة تدريب وممارسة جيدة للترجمة الفورية, لأنها تعمل على تطوير المهارات الذهنية واعطاء النتاج الأني السريع وتقوية وانعاش الذاكرة خلال فترة قصيرة. وتجعل المترجم الفوري يمتاز بالسرعة في ايصال الرسالة وعدم التلكوء في عمله. يىجب على المترجمين ان يقوموا بهذ التدريب بصوت عال لما له من أثر في أتقان اللفظ الصحيح وتقوية الذاكرة في التقاط المصطلحات التخصصية الصحيحة.