واقع الترجمة الأكاديمية في العراق
الملخص
مع بلوغ الترجمة هذا المستوى العالي من الاهتمام و أصبحت مسألة تدريس الترجمة على المستوى الجامعي على قدر خاص من الأهمية, و كذلك باتت مسألة الترجمة الدقيقة (أو الصحيحة) مسألة مهمة أيضا. لذا يجب أن تتم عملية تدريس الترجمة على قدر عال من الجودة و الكفاءة و المهنية بحيث يتم تسليح طالب الترجمة بكافة الوسائل و الأدوات التي تمكنه من تلبية التطبيقات العملية للترجمة في سوق العمل. لكن الأمر الواضح ان خريجي طلاب قسم اللغة الاسبانية في كلية اللغات / جامعة بغداد على مدى خمسة أعوام ، و هم عينة بحثنا هذا ، ممن درسوا مادة الترجمة غير مسلحين و مهيئين بالشكل المطلوب.و هذه الحالة ليست حصرا على قسم اللغة الاسبانية بل انها تشمل طلاب المراحل المنتهية في جميع أقسام كلية اللغات.
وانطلاقا من هذه الملاحظة جاء بحثنا الذي يحمل عنوان (نحو مدرسة للترجمة: مقدمات الى منهاج جديد) لغرض دراسة أسباب ونتائج المستوى الأقل من المتواضع لخريجينا و تقديم طروحات من أجل رفع مستوى التدريس من جانب و مستوى الطالب في مادة الترجمة من جانب آخر لا سيما و أن التوجه الآن يتحرك نحو تأسيس مدرسة متخصصة في الترجمة يكون جميع خريجيها ذا كفاءة و وعي بأهمية العمل الذي يؤدونه في قطاع الترجمة.
و من اجل تحقيق هذا الغرض, تم تحديد ثلاثة فصول رئيسة. الفصل الأول هو عرض مكثف للوسائل المتبعة في طرق تدريس الترجمة و مزايا المدرس الناجح و كفاءاته التي تؤهله في توصيل المادة الى الطلاب و تبعث فيهم الابداع .الفصل الثاني هو تقييم معطيات ومخرجات سياقات الترجمة الحالية من خلال وضع جداول بيانية لنسب نجاح طلاب المرحلة الرابعة في مادة الترجمة على مدى خمس سنوات متتالية ابتداءا من عام 2009 و لغاية عام 2014 مع الاخذ بنظر الاعتبار التنوع النسبي لمادة الترجمة من عام الى آخر و هو مذكور بشكل مفصل في هذا الفصل. الى جانب تنوع أساتذة الترجمة الذين درسوا المرحلة الرابعة على مدى الأعوام الخمس الأخيرة. الفصل الثالث هو تقديم سياقات ترجمة بديلة و طرح منهاج شامل يمكن ان تكون اساس لانجاز مدرسة للترجمة قادرة على خلق مترجمين مؤهلين لأداء الترجمة بشتى أنواعها .
وبناءا على كل ما سبق توصل البحث إلى بعض الاستنتاجات والتي تشمل الطروحات و التوصيات التي لها علاقة وثيقة بالبحث ومخرجاته.