المسرح الملحمي كمسرح تقدمي
الملخص
منذ القدم عُرف المسرح الملحمي على انه مسرح مناهض او مناقض للمسرح الارسطوطاليسي (او الدرامي). ومن المعلوم لدى المهتمين بالمسرح فأن المسرح الارسطوطاليسي يرتكز على اثارة العواطف ويسمح للمشاهد بالتقمص والاندماج مع ما يشاهده على خشبة المسرح، فهو يدع المشاهد يضحك مع الممثل الضاحك، ويبكي لبكاء الممثل. استمر ذلك الحال الى ان نهض المسرح الملحمي في اوربا، فكان موعد قلب الموازين المتعارف عليها في عالم المسرح. وفي المانيا اقترنت تسمية المسرح الملحمي بأسم الاديب والدراماتورج الالماني الشهير برتولت برشت، الذي اراد من المسرح ان يكون مكانا لأثارة التفكير لا العاطفة، وسمح بوجود متفرج بأمكانه ان يناقش ويتساءل عن ما يدور في خشبة المسرح، ليفهم اسباب حدوث ذلك، محاولا بذلك ان يغير من الواقع الذي لا يطيب له، او الثورة على الامور الخاطئة، ليدق ضمائر من كانوا سببا في سيادة وانتشار هكذا امور خاطئة في المجتمع، ليتحاور معهم ويغير افكارهم وقناعاتهم. هنا يحاول بحثنا الموسوم "المسرح الملحمي كمسرح تقدمي" ان يثبت ان المسرح الملحمي مسرحا خالدا ومعاصرا، طالما انه مازال هناك واقعا يحتاج الى التغيير..