الرمزية في رواية البيت ذو الرخامات السبعة لناثانيال هوثورن

الملخص

يعالج الروائي الأمريكي ناثانييل هوثورن (1804-1864) موضوعة الخطيئة وتأثيراتها على المخطئين من الناحيتين النفسية والأخلاقية، إلا أنه يقدم موضوعه عبر مجموعة من الرموز التي تأخذ نمطا واحدا يسود في معظم رواياته. وضمن هذا النمط، ثمة رمز رئيسي واحد يحتل مركزا محوريا في الرواية أو القصة القصيرة. وهنالك مجموعة أخرى من الرموز الثانوية ذات الصلة بالرمز الرئيسي تتمحور حوله وتعطيه أبعادا جديدة وتجعله أكثر وضوحا.

     ويتضح هذا النمط الرمزي في رواية البيت ذو الرخامات السبعة التي تدور حول صراع بين عائلتين: عائلة بنتشون الأستقراطية وعائلة مول الذين هم من عامة الناس. وقد إبتدأ الصراع اولا على قطعة أرض تعود لماثيو مول ولكن العقيد بنتشون يغتصبها غصبا ويرسل غريمه الى المقصلة بتهمة ممارسة السحر. وقد بنى عليها قصرا فخما أقام فيه. وقد تعرض هو وأحفاده الى سلسلة من الفواجع نتيجة للعنة أطلقها ماثيو بول وحاول أحفاده الثأر من عائلة بنتشون.

     الرمز الرئيسي في الرواية هو القصر نفسه الذي أقيم على الأرض المغتصبة، ويرمز الى الشر والجشع والرغبة في الأستحواذ. كما يرمز الى الماضي وما حصل فيه من أحداث، الماضي الذي ظل الجميع يعيشون فيه ولا يستطيعون منه فكاكا. أما الرموز الثانوية التي تتصل بالقصر وتعمق معانيه فهي تتخذ أشكالا وأشياء مختلفة، كالقلب البشري، وتناوب الضياء والظلام، وتطور شخيصيات الرواية أنفسهم.

     القلب البشري في هذه الرواية إما يرمز الى السجن أو الزنزانة المظلمة حيث يحبس الأنسان نفسه فيه يعتاش على الكراهية والرغبة بالأنتقام أو يرمز  الى البئر الذي بناه ماثيو مول قبل إغتصاب أرضه. والبئر الذي يقع في منتصف الأرض هنا يرمز الى القلب، مركز الكراهية والرغبة بالإنتقام، وماؤه الجاري قد يمثل إستمرار هذه الكراهية في قلوب أحفاده خصوصا وأن هذا الماء يسبب الضرر للقصر ويهدد بإسقاطه. كما أن القصر نفسه يمثل  القلب حيث يسكن آل بنتشون.

     الضياء والظلام كرمزين في الرواية يرمزان الى الخير والشر اللذان يتناوبان بين حين وآخر. وتسير أحداث الرواية من الظلام الى النور حيث ينتصر نور الخير والمحبة في الأخير حين يكتشف بطل الرواية هولكريف مول، الساعي الى الأنتقام من فيبي بنتشون، أنه يحبها صدقا ويتزوجها في الأخير لتنتهي اللعنة وتزول.

     كما أن تطور الشخصيات في الرواية يحمل دلالات رمزية. حيث يشعر القاريء أن هؤلاء الناس  يجب أن يتغلبوا على الكراهية والرغبة في الأنتقام لكي يتطوروا. وهذا ما حصل في الأخير لدى فيبي وهولكريف اللذان ينبذان الكراهية والأنتقام ويختاران المحبة والزواج وبذا يجمعان العائلتين وينشئان عائلة جديدة متكونة من إتحاد العائلتين. كما أن قيام كلفورد وهزبيباه بنتشون بترك القصر ومغادرته للسكن في الريف يرمز الى ترك الماضي الأليم وبدء حياة جديدة بعيدا عنه.