توظيف التراث واللون في روايتي نبوءة فرعون وشاي العروس لميسلون هادي
الملخص
تعتمد الرواية في بنائها على مجموعة العناصر الحياتية التي يوظفها الكاتب او الروائي لخلق عالم مقنع يوازي عالم الحياة الحقيقية ومع اتجاه الرواية الى التجريب وتوظيف الظواهر الحديثة نجد الروائي يتجه الى الاستفادة من اغلب التفصيلات الواقعية كي يحقق حالة الاقناع المطلوبة بجدية المواقف , والروائية ميسلون هادي اعتمدت في كتابة رواياتها على الاتجاه نحو خلق علاقات وثيقة بالاشياء والعناصر التي تستلهمها من البيئة والواقع ومن هذه العناصر الموروث الشعبي الذي تستقيه من الثقافة الطقوسية التي يمتاز بها الواقع العراقي اذ يشكل هذا العنصر مفصلا مهما من مفاصل البيئة العراقية خاصة عند الطبقة العامة, لذا نجده في رواية نبوءة فرعون وقد اتخذ اساسا في بناء الرواية اذ ان اغلب المواقف كانت مرتكزة على توظيف هذا العنصر, اما في رواية شاي العروس فلم تخل من طريقة التوظيف هذه ولكن على نطاق اضيق , اما العنصر الثاني وهو اللون فقد اتخذ مساحة اعتبارية كبيرة حين استندت عليه الكاتبة من اجل تحميله الرموز والدلالات التي ارادت احالتها الينا , فقد نشكل عندها اللون اداة توصيل مهمة ومؤثرة كونت المواقف وفقها , وظفتها مرة لاظهار الجانب النفسي, ومرة لبيان حالات الفرح والسعادة او الحزن وفقا لما تحيل اليه المواقف , اما اللون في رواية نبوءة فرعون على الرغم من انه لم يمتلك المساحة التي امتلكها في شاي العروس الا انه مثل جانب فلسفي مهم اوحى برموز مقصودة مرتبطة بحياة الشخصيات وطريقة معيشتها ومستواها .
ان المدى الفني لروايات الكاتبة ميسلون هادي يعتمد على تحقيق العلاقات بين المواقف وعقد الصلات بين العناصر وتوظيفها بنجاح يقدم صورة حقيقية عن الواقع .