ابعاد القصة القصيرة(انهضي, انهضي) للكاتب الالماني هاينرش بل كتبها عام 1958.
الملخص
المقدمه: التي تتضمن محور هذه القصة وهي قضية الحب وهدف البحث الذي اسميته ابعاد هذه القصة وهي اربعة ابعاد:
القبر: وهو الدافع الرئسي لهذه القصة(الظل الذي انبعث من القبر) العبء النفسي هموم الحياة, اما البعد الاخير الصرخه, لماذا صرخ الراوي قبل ان يسقط على وجهه؟ باعلى صوته و سقط على و جهه واستلقى على الارض, وينزع عن كاهله هذا العبء ويرتاح اخيرا, وفي تلك اللحظة يرى طيف حبيبته التي يناديها دائما: انهضي, انهضي! الا انها في تلك اللحظة هي التي تقول له: انهض, انهض!! ويعود الى قبر حبيبته.
ويشمل هذا الفصل ايضا التركيب القواعدي لهذه القصة, والبناء النحوي واللغوي الذي استخدمه المؤلف لكتابة هذه القصة القصيره وباسوب الراوي.
الفصل الثالث: هدف القصة القصيره وهو البحث او الابعاد بمعنى أخر تحليل هذه القصة القصيره, يشتمل على الابعاد الاربعه الاتيه:
1.البعد الأول: القبر, عندما يقف الراوي امام قبر حبيبته يبدا بوصف القبر وما احدث من التغيرات التي طرات عليه , الصليب المحطم, غطاءالقبر المهشم, قد اختفى الاسم ولايوجد ذكر له سوى في ذاكرة الراوي هذا القبر الذي قبل اسابيع كتله, اما الان فقد اصبح كحوض للزهور الذابله والمتفسخه وبقايا الاغصان ولاحظ ايضا اختفاء قواعد الشمع التي كان يشعلها عندما يتردد على قبرها, الا ان المؤلف ذكر كلمة سرقه بدلا من الاختفاء, ممايصف الوضع المعيشي الصعب بعد الحرب العالميه الثانيه, وبعد التمعن الدقيق في قبر حبيبته اغمض عينيه ليتفاعل مع مشاعره وعواطفه, لم يصمد طويلا امام جريان دموعه المنهمره على خديه واصبح وجهه مبتلا كليا. ولايستطيع المرء ان يفرق بين دموعه و قطرات المطر, اذ ان دموعه تذرف انهمالا لفراق حبيبته, اما المطر فينهمر ايضا لغسل الاجياد وتطهيرها, وفي تلك اللحظه يصرخ من اعماق قلبه الا ان هذه الصرخة تخرج همسات لاتكاد تسمع انها نداء وهتاف القلب الى القلب(انهضي, انهضي!). انها صورة مجسمة للحب الابدي, حب الروح انه يعلم جيدا بان حبيبته قد انتقلت الى العالم الاخر ولم يبقى سوى الذكريات المؤلمه, اي انه بقي على الوفاء لحبيبته ويتردد دائما الى قبرها متمنيا ان تسمع همساته وترد عليه او تنهض من رقودها الابدي ويرى ابتسامتها البريئه, الا ان هذا مستحيل لانها ماتت.
البعد الثاني:الظل, وفي تلك الحظة ينبعث من القبر ظل مما افزعه وهرب من هذا الظل وركض بين القبور والابنية المدمرة نتيجة الحرب العالميه الثانيه والخوف والوحشة والجو الكئيب جميع هذه العوامل مما جعله يتصور بمطاردة الظل له, واستمر بالركض الى ان بلغ قصارى طاقته وانهك قواه, الا انه شعر بثقل اثقل من اي شىء أخر عرفه, انه العبء.
البعد الثالث: العبء, هذا الثقل غير المرئي وغير الملموس لايمكن اي شخص على وجه هذه الارض ان يتخلص منه او ينزله عن كاهله لانه مرتبط به, يوما بعد يوم وسنة بعد سنة يزداد وزن هذا العبء وثقله بدون ان نعلم كيف بلغ هذا الثقل المهول الا ان يصرع الشخص بعدة طرق, انه الهموم والآلآم والاحزان وفراق الاحبة جميع هذه العوامل النفسيه, وهي اوجه متنوعه لهذا العبء الذي يحمله ولايعرف كيف يتخلص منه او الى اين يمضي به, انه مجبر على حمله سواء شاء او ابى. ويثقل كاهله ولايستطيع ان يرفع قدميه من الارض من شدة ثقله ليس من التعب الجسدي الركض الذي انهك جسده وانما من الهموم والحزن الذي اثقل كاهله ولايستطيع في تلك اللحظة سوى ان يطلق باقوى واعلى صوته صرخة مدوية ويسقط على وجهه.
البعد الرابع: الصرخه, ويسقط على وجهه الا انه احس بسعادة وارتياح لم يشعر به من قبل, ان هذه الهموم والاحزان التي يحملها الراوي مرتبطه بتفكيره واحاسيسه بخيوط متينة وقوية جدا وغير مرئيه لانها متغلغله في تفكيره ووضعه النفسي, وكلما مر الزمن ثقل هذا العبء وقويت خيوطه واصبحت احبالا. كيف يتخلص منها لايعرف, الاان الفرص حانت, عندما صرخ الراوي من اعماق وجدانه وعقله الباطني انفض هذا العبء وقطع جميع هذه الخيوط والاواصر القوية, وسقط مباشرة على وجهه واستلقى على الارض. هذه الصرخه نوع من التفريغ النفسي, الذي يحتاجه الراوي لكي يتخلص من هذا العبء الثقيل.
الفصل الرابع: الخاتمه, نلاحظ في هذه القصة القصيرة وفاء الحبيب الى حبيبته حتى بعد وفاتها, وتطرق المؤلف الى ملامح ادب الاطلال بشكل واضح. ووضع المانيا في الخمسينيات.