هاجس ألموت لدى ألصغير پولو
الملخص
ندما يقوم ألكاتب بسرد سيرته ألشخصية على شكل رواية فأن ذلك أشبه ما يكون ألقيام بمحاكمة ألذات بكل تجرد وحيادية . أو ربما ألقيام بأعادة أستعراض دقيق لصور وأحداث مضى عليها زمن طويل لأستخلاص ألدروس . ألا أن ألكاتب وألمفكر وألفيلسوف ألكبير جان پول سارتر جعلمن كتابه ألكلمات شبيهاً بأعترافات يقوم بها أمام رجل ألدين , لذا يجب أن تكون صادقة لا تشوبها شائبة . لقد أختار سارتر فترة ألطفولة ليبدأ بها تبيانهواجسه ألتي رافقته مدى حياته ذلك لأن ألطفل يبقى أهم وأصفى مخزن للذكريات . لقد عكس سارتر في كلماته أول أحزان حياته بفقدان والده رغم أنه لم يكن يتجاوز ألعام ألواحد ألا بقليل . أن هذا ألحدث ألحزين ولّد شعورينمتناقضين في آن واحد , فهو من جهة أثار سخطاً ضد منزلة ألأب وما تمثله من سلطة في ألعائلة وأنه قد وجد حريته بغياب والده. ومن جهة أخرى أثارحزناً عميقاً بسبب ما يراه من أسى وألم في عيني ونبرة والدته . بمعنى أنه ’يحمَل والده وزر هذا ألغياب ألقدري . لقد كانت ألمعرفة مع ألموت عند سارتر مبكرة جداً أنعكست فيما بعد علىأسلوب تفكيره وفلسفته تجاه ألحياة و تجاه ألأنسان بمفهومه ألشامل . أن غياب ألأب قد أجبره على أن يكون جده من جهة والدته كارل شفايتزر , ألأب ألروحي وألمربي وألمحفز ألأول على حب ألأدب وألأدباء لأنه بدوره كان مدرساً للغة ألفرنسية . لقد عاش سارتر في أجواء أدبية خالصة لدرجة أن مكتبة عائلة شفايتزر قد أضحت أشبه ما تكون بصومعة تفوح منها رائحة ألكتب وعبق ألأوراق ألتي تحكي قصة ألأنسان . لقد آمن سارتر بألأنسانوبأنه يجب أن يكون سيد ألعالم , وبأنه هو وحده صاحب قدره دون أي تدخلمن أي قوة مادية أو معنوية رغم فكرة ألموت ألتي تحطم وهم ألخلود ألتي يشدو أليها ألأنسان منذ ألأزل .
IA