الاستخدام المجازي لشعائر الصيد في قصيدة "الدب" لكالوي كينل
الملخص
يعد كالوي كينل (1927- ) من أهم الشعراء الأمريكيين المعاصرين الذين أحدثوا تغييرا" جذريا" في الشعر الأمريكي في ستينيات القرن المنصرم, فقصائده تتميز ببساطة الأسلوب وعمق المضمون. يتخذ كينل من الشعر وسيلة للغوص في أعمق مستويات الوعي والشعور, محاولا" التوصل إلى اكتشاف ملامح الشخصية الأمريكية ، لذلك دائما" تكون قصيدة كينل سردية والتأكيد فيها ليس على التأثيرات البلاغية، وإنما على التحولات الوجدانية للشاعر.
وهذا ينطبق تماما" على قصيدته "الدب" (1968) التي تتخذ شكل رحلة تستخدم فيها شعائر الصيد مجازا" للتعبير عن حالة التحول الروحي للصياد الناتج عن إحساسه الميتافيزيقي بمعاناة فريسته. إن قصيدة الدب تعكس وقائع حياة الصيادين الاسكيمو، ولكن كينل أستخدم شعائر الصيد ذات الإيحاءات الروحية للتعبير عن الصراع المستميت الذي يخوضه الإنسان في محاولته لسبر أغوار عالم ما وراء الطبيعة.
تجسد عملية صيد الدب القطبي رحلة تأملية مطولة لمكامن الذات, التي تمكن الصياد أو الشاعر من إدراك خفايا وأسرار الكون والإحساس بحالة من التجدد الروحي، فممارسة شعائر الصيد البدائية أصبحت تعبيرا" مجازيا" متقنا" عن محاولة الإنسان لتطهير ذاته من خلال تواصله مع القوى الروحانية في الطبيعة .
