التاريخ في مسرحية سجناء الطونا لجان بول سارتر
الملخص
تتميز مسرحية سارتر سجناء الطونا بكتابتها في زمن كان يعلوه الثورات أي في الستينات من القرن الماضي. إن المسرحية التي كتبها بكل أبعادها الفكرية ودلالاتها سجلت التأريخ السياسي لفرنسا وللفرنسيين بشكل غير مباشر في وقت كان القمع الفرنسي قد اشتد في الجزائر، مع تصاعد المقاومة المتصدية لذلك الوجود. وفي هذه الأثناء وجه سارتر جهده وفكره لإدانة الحروب التي ذاق طعمها وهو جندي أيام الاحتلال الألماني تلك التي كان يخوضها عن عدم قناعة وفي هذا الإطار نعرف مسؤولية الكاتب في مقاومة الطغيان والشر والاحتلال والتسلط.
عرض سارتر تأريخ تلك الفترة من خلال عائلة برجوازية وأفرادها فكان ذلك صورة مصغرة عن المجتمع الفرنسي وكان للمكان في هذا النص المسرحي دورا أساسيا في نمو الأحداث وتطور الشخصيات.
إن نقطة البدء عند سارتر هي إيجاد العلاقة بين الوجود لذاته والظهور بين الآخرين مفرقا في الوقت ذاته بين وجود الفرد وحريته .حول جان بول سارتر الوجودية بسبب تمجيدها الفرد والحرية والتمرد من خلال الحوار الدائر بين أفراد العائلة الواحدة في ذات المكان إلى خطاب شديد المعاصرة، خطاب يحمل دلالات سياسية وإنسانية وفلسفية أيضا في سياق التاريخ.
تناقش المسرحية مفاهيم مثل الحرية و مسؤولية الفرد وعلاقته بالآخرين وبيان نوع التواجد الذي يوافق آراء الكاتب الوجودية.من خلال موضوع الالتزام الوجودي حيث تفاعل الحياة في مكان مليء بالأشخاص والأماكن والأحداث. و ذلك يفسر إعلان الكاتب أن المنتصر في العائلة هو الخاسر أو حتى في حقيقة الأمر في الحروب الاستعمارية.
