الثنائية المتضادّة ( الخير ضد الشر ) في الشعر الفارسي ( دراسة نقدية تحليلية )
الملخص
الثنائية الضدية : - مصطلحا شاملا يعقد على كل مايستعمل التضاد او يدخل في تكوينه ولهذا اصبحت الثنائية (( ظاهرة نقدية مثلما هي تكوينية مارست المعاينة داخل النص لتكشف دلالات النص ومستوياته الايقاعية المتشكلة عبر التضاد او من التضاد ....وهو اصل نقدي وبلاغي جديد افردته البحوث المعاصرة )) 1 ، اي ان الثنائية هي صلب الدراسات البنيوية للمعنى والتي اتخذت منطلقا لها ثنائية الظواهر فزعمت انها خاصة في خصائص الفكر الانساني 2 .
ويرى بعض النقاد ان توظيف الشعراء لهذه الثنائيات المتضادة في قصائدهم لاياتي بشكل عفوي بل بشكل دقيق ومحسوب اي ان (( لهذه الظاهرة وظائف دلالية وجمالية عديدة يتعامل معها الشاعر بوعي ، وبرؤية معمقة ، وحساسية مرهفة ، ومن اهم هذه الوظائف تعميق البنية الدرامية للنص من خلال اثارة الوهج الصراعي بين المتناقضات ، ثم تعميق البنية الفكرية للنص من خلال حركية الجدل الصراعي بين الثنائيات المتضادة ، اما الوظيفة الجمالية فتجسد باثارة الدهشة المفارقة المتولدة من اجتماع النقيضان في الحياة ، يتعايشان ويتصارعان في القصيدة الواحدة ، كالموت والحياة ، والنور والظلام ، والخصب واليابس ، وهنالك ايضا وظيفة معرفية عامة قائمة على اساس اننا لانعرف الشيء بدقة وعمق الا من خلال معرفة نقيضه ، وذلك النقيض يوفر لنا امكانية المقارنة بين الشيء ونقيضه وان المفارقة تساعدنا على الاستنتاج وبناء تصور معرفي من الاشياء ومعرفة الايجابي والسلبي من خلال عملية المقارن )) 3 .