نظرة عامة إلی شعر وشاعریة أبي الفرج روني
الملخص
يعد أبو الفرج روني واحداً من الشعراء الفرس الكبار في العصر الغزنوي . وقد نال مكانة كبيرة بين معاصريه و من جاء بعدهم أيضا ، واعترفوا له جميعا بالأستاذية في فن الشعر . ومن بين الشعراء الذين أغرموا بشعره ؛ الأنوري الذي طور أسلوب أبي الفرج وأوصله في القرن السادس الهجري إلى حد الكمال سبق أبو الفرج روني معاصريه من الشعراء في تجديد الشعر في نهاية القرن الخامس الهجري ، وكان الاختلاف واضحا في أسلوب النظم بينه وبين شعراء كبار مثل عثمان مختاري ومسعود سعد سلمان وأمير المعزي وغيرهم . وقد تخلى أبو الفرج عن الأسلوب الساماني الذي كان قد اكتمل نضجه آنذاك ليوجد أسلوبا متميزا جدا ؛ هو الأسلوب أو السبك العراقي وفق ما أُصطلح عليه في تسمية عصور الشعر في الأدب الفارسي عمد الباحث إلى تقسيم بحثه هذا إلى ثلاثة مباحث . الأول منها تعلق بسيرة موجزةٍ عن حياة الشاعر وأبرز ممدوحيه . أما المبحث الثاني فقد خصصه الباحث للأغراض الشعرية التي نظم الشاعر فيها . وجاء المبحث الأخير ليدرس الأسلوب والسبك الشعري الذي سار عليه الشاعر أبو الفرج روني ودوره البارز في مسيرة التحول من الأسلوب الخراساني إلى الأسلوب العراقي . من أهم المصادر التي استعان بها الباحث في إتمام عمله ديوان الشاعر نفسه بطبعتيه المعروفتين ( طبعة المستشرق الروسي ( جايكين ) وطبعة الدكتور مهدوي. كما أفاد الباحث كثيرا من البحث الذي كتبه الأستاذ يحيى طالبيان عن الصورة الشعرية عند أبي الفرج روني ودورها في إيجاد الأسلوب العراقي ، كما أفاد الباحث من كتاب ( المقالات الأربعة ) لعروضي السمرقندي التي تضمنت تعليقات مهمة للمرحوم الميرزا محمد خان القز ويني . من أهم النتائج التي توصل إليها البحث هي أن أبا الفرج روني كان أسبق من غيره من الشعراء في تجديد نظم الشعر في القرن الخامس الهجري ، فقد تخلى عن الأسلوب الخراساني وعمد إلى إيجاد أسلوب جديد ؛ اتسم بالابتعاد عن المفاهيم الحسية و النزوع إلى المفاهيم العقلية والتجريدية من المصادر الرئيسة التي أمدت الشاعر وأسهمت في تكوين صوره الشعرية ؛ ثقافته الإسلامية ولاسيما القرآن الكريم علاوة على اطلاعه الواسع على الأدب العربي والعلوم الشرعية التي كانت متداولة آنذاك . توفي الشاعر في نهايات القرن الخامس الهجري تاركاً وراءه أسلوباً جديدا في نظم الشعر ، و شهرة عريضة ، في سماء الأدب الفارسي .