أدوات النفي الداخلة على الجملة التحويلية الاسمي
الملخص
الجملة التحويلية الاسمية وهي إن الجملة إن كانت طبقاً لاحد الأطر الرئيسة لبناء الجملة الأصل أو النواة سميت توليدية , وأطلق عليها أسمية أو فعلية في ضوء هذا الاطار فتسمى توليدية أسميه أو فعليه , فإذا طرأ عليها عنصر من عناصر التحويل اصبحت جملة تحويليه , وبقيت أسميه أو فعليه كما كانت , فالقول بالاسميه أو الفعليه تركيبي بنائي , أما القول بالتحويل والتوليد , فإن ارتباطه يكون بالمعنى الأصل القريب أو التوليدي بالمعنى البعيد أو التحويلي.
وإنّ أطر الجملة التوليديه الأسميه هي:
م + خ ( مبتدأ معرفة + خبر نكرة ) = مسند إليه + مسند
خ + م ( خبر شبه جملة + مبتدأ نكرة ) = مسند + مسند اليه
فتكون الجملة توليدية خبرية مثبته , فإذا ما أراد المتكلم نفي الخبر أدخل على الجملة عنصراً من عناصر النفي وهي:
أولاً : ليس([1])
ذهب النحاة في ( ليس ) مذاهب عدة ,فمنهم من عدّها في الافعال الناقصة,وهم جمهور أهل البصرة . ومنهم من عدّها حرف عطف , وهم : جمهور أهل الكوفه .
ومنهم من عدّها من أدوات الاستثناء وفريق رابع عدّها مهملة تفيد النفي ليس غير. فلا عمل لها عند هذا الفريق * وحجتهم قول العرب : (( ليس الطيب الا المسك )) .
وقد اعتمد القائلون بفعليتها على اتصال الضمير بها , فتقول[ ليست , ليسوا , لسنا , ليست....] كما تقول : [كتبتُ , كتبوا , كتبت ........الخ ]
والذي نراه أن هذه اللفظة عنصر نفي ليس غير , ولاعلاقة لها بأسميه ولابفعليه , فان كان الاسم مايشير الى مسمى , والفعل مايشير الى حدث وزمن فإن (( ليس )) دال يفتقر الى مدلوله بين المسميات ! ولايشير الى حدث ولا إلى زمن يدخل على الجملة التوليدية او التحويلية الاسمية فينقلها من ([2]) معنى الإثبات الى معنى النفي . وقد يزاد في الخبر حرف (( الباء )) مثل قوله تعالى (( ليس بظلام للعبيد )) (([3]
أو يزاد حرف (( من )) مثل قوله تعالى (( لستن كأحد من النساء ))([4]) ليفيدا مزيداً من التوكيد للخبر المنفي , فنجد في هذه الامثلة القرآنيه الكريمه إن (( ليس )) جاءت في جمل تحويليه أسميه فالآيه الاولى اصلها التوليدي : (( انتن كأحد النساء )) ثم كان التحويل بزيادة عنصرا النفي (( ليس )) فأصبحت (( لستن كأحد النساء )) ثم دخلت (( من )) لتفيد توكيد الخبر منفياً , ومثلها ومثلها الآية الثانية فأصلها التوليدي : (( هو ظلاّم )) ثم كان عنصر النفي : (( ليس هو ظلاّم )) , ثم حذف المسند إليه لدلالة السياق عليهِ : (( ليس ظلاماً )) , ثم اضيفت (( للعبيد )) للتحديد
([1] ) انظر الكتاب : 1/57, 2/37 ,347, وأصول ابن السراج 1/913 والمقتضب : 4/87, 190, 406 وشرح المفصل : 7/111 , والجنى الداني 493, مغنى اللبيب 387 , وشرح التصريح: 1/186 , الهمع: 1/114, المفصل 268, الازهية : 204 والانصاف: مسألة (18) واسلوبا النفي والاستفهام في العربيه : 57