«Оттенки революционного движения

الملخص

إن كل واحدة من روايات دستويفسكي و كل واحدة من قصصه تضع في النور الإضرار التي يحدثها في التنظيم الأخلاقي و العادي، فثمة حتمية لا يستطيع احد التهرب منها، بل يجب عليه ان يجانبها، و تبدو الحتمية كملحمة بقدر ما تبدو شجاعة الحقيقة، و لو كانت مثيرة للقلق، و هي الثمن المتوجب دفعه للحصول على حريتنا، لم يطرح دوستويفسكي هذه القضايا بصفته فيلسوفاً أو عالماً دينياً بل انه عاشها عيشاً مؤلماً.فعندما أنبثقت مؤلفاته من تجاربه، و إذا كانت لم تفتقد شيئاً من أهميتها بعد قرنين تقريباً، فذلك لان التفكك الذي كان قد أصيب به الغرب حين ذاك لم تنفك عن التفاقم حتى أصبحت خلافاً كاملاً تقريباً في عصر دوستويفسكي.و إذا كان من شيء اهتم به دوستويفسكي فقد كان العدالة و خاصة العدالة الاجتماعية و لا احد أكثر منه تحسساً بالظلم، و البؤس الناتج تحته، و غالباً ما وصفه بخطوط لا تنسى، و لكن يبدو انه لم يستطع بإمكانية إزالته من هذا العالم او حتى تمني ذلك.ففي رسالة كتبها 1876 و نشرت حديثاً يقول ״وفيها لو أعطي الإنسان من الجمال و الخير في وقت واحد لنزع منه العمل و الشخصية: بالاختصار نزعت منه الحياة. و لهذا السبب يكون من الأفضل إن لا نطالب إلا بمثل أعلى روحي״ و هذا رأي المثالية المحافظة نفسه. لقد عرف الضياع النفسي و العذاب عند مجتمع خال من الحب، و مسيحية تتفسخ، و إنسان تائه بين متطلبات عقل يزداد سلطانه يوم عن يوم، و متطلبات حرية لا تريد و لا تقدر ان تستلم لان استلامها يعني استسلام الإنسان نفسه، و هو يدعونا إلى التغلب على خلافاتنا الخاصة بواسطة إيمان لأحد له بالحياة التي هي خلت من الحب، و هو نفسه بصفته فناناً قد أطلق إلى العالم شخصيات لم ننسها لأنها في أكثريتها صورة عنا. و لهذا السبب من خلال البعد و الزمن نعود إلى دور دوستويفسكي كواحد من اللذين حملوا لنا نوراً، نوراً قاسياً غالباً، و يعمي بعض الأحيان و لكن لابد من مثل تلك المشاعل، أو بالحري تلك المنارات كي نتحدث لغة دوستويفسكي على طول الطريق الشاق و الصعب الذي يقود الإنسان نحو نهايته.