الاعتراض على نصوص التوراة في نتاجات ادباء عبريين

الملخص

يتحدث البحث عن فكرة الرد على النصوص التوراتية من قبل بعض الادباء اليهود والذين تأثروا بأفكار الفلاسفة الاوربيين من جهة، وبالأفكار التنويرية من جهة اخرى. كان اليهود يعيشون منعزلين، وكانت سيطرة رجال الدين (الحاخامات) عليهم سيطرة مطلقة، وقد عمل رجال الدين منذ القدم على إذكاء أفكار في أذهان اليهود بأنهم شعب الله المختار، وأنهم أرفع وأسمى من البشر. وهم بذلك يستندون إلى فقرات من التوراة، ويفسرونها وفقا لما يخدم أفكارهم وتوجهاتهم. لقد كانت قيادة اليهود بيد رجال الدين قرونا طويلة. وقد أستطاعوا أن يرسخوا في أذهان اليهود تلك الأفكار التي لا تمت للواقع بصلة، كما أنها غير منطقية وغير عقلانية. تعتبر فكرة خضوع الشعوب إلى اليهود والعمل من اجل إسعادهم من الأفكار التي يعتقد اليهود بجديتها مثلا الفقرة التوراتية التي تقول: (عيسو رجل يعرف الصيد ورجل الحقل، يعقوب يجلس الخيام) (التكوين 24،27).

بعد ظهور الأفكار التنويرية وإنتشار الهسكالاه (حركة التنوير اليهودية)_ بين الأوساط اليهودية وظهور الأدب العبري الحديث الذي أحتوى مباديء التنوير وحارب من اجلها_ بدأ الأدباء العبريون ينتقدون التقاليد ويجابهون الحركات الدينية ورجال الدين اليهود. وقد حاول كثير منهم التغيير ورفع بعضهم شعار الإندماج. وعلى الرغم من قدسية النصوص الدينية لدى اليهود إلا أن الادباء المتنورين إنتقدوها وإعترضوا عليها بسبب عدم جديتها وتنافيها مع الواقع الذي يبين أمرا آخرا.وذلك بسبب حالة اليهود البائسة والظروف التي كانت تحيط بهم في تلك الفترة لذلك تذمر كثير من الادباء على النصوص التوراتية وخصوصا تلك التي تبعث على الطمأنينة والتي توعد اليهود بالحياة المريحة والجميلة. لذلك رفض بعض الادباء هذه الافكار والتي اعتبروها بانها السبب في عجز اليهود عن تحقيق اهدافهم، لذلك فقد عارضوها معارضة شديد وانتقدوها بقوة وبذلك هم ارادوا تحفيز الشعب اليهودي للعمل بجدية والاستناد الى سلطة العقل وترك سلطة رجال الدين وايضا تخليصة من الافكار القديمة المتخلفه.