هيام مستعر وكتوم في رواية ( صحراء الحب ) فرانسوا مورياك

الملخص

      تضع رواية ( صحراء الحب) التي كتبها فرانسوا مورياك عام ١٩٢٥ القارئ أمام عالم إجتماع متمرس وقادر على ان يحلل بمهارة  الاحاسيس والمشاعر الانسانية الاكثر دقةً وغموضاً.

إنطلق فرانسوا مورياك في دراسته للمجتمع من مبدأ نفساني بحت ، مفادهُ أن الناس تتقارب وتتشابه في الافكار والمشاعر ، ولكنها تتباين في السلوكيات .

       كان ميدان مورياك المفضّل هو المجتمع  ولاسيما الطبقة البرجوازية التي انتقدها بشدة ومن دون رحمة ، كاشفاً كل اخطاءها وعيوبها .

      وقد أختار المؤلف عائلة كوريج إنموذجاً لدراسة تلك الطبقة الاجتماعية البرجزوازية . وهي عائلة يمزقها الحقد والانانية والخلافات المستمرة نتيجة لغياب الحب والمودة . وقد دفعت هذهِ البيئة المسمومة والملوثة الاب كوريج وابنه ريمون للهروب من هذه العائلة والبحث عن مغامرات عاطفية وعلاقات محضورة كملجأ آمن يروي عطشهم العاطفي.

      ولسوء الحظ ، فقد شُغِفَ الاثنان بحب مستعر للمرأة ذاتها من دونَ علمٍ منهما بذلك ومن دونَ أن يبوح أحدهما للاخر بهذا الحب ؛ وعلى الرغم من شغفهما المستعر لهذه المرأة وخلافاً لتوقعاتهما ، فإن هذهِ المعشوقة لم تروِ صحراء قلبيهما ، بل زادتها جفافاً ، تاركةً عاشقيها في ظمأهما ، كمن يستجير من الرمضاء بالنارِ .

      وأخيراً ، فقد وضعَ مورياك الاصبع علىٰ الجرح الحقيقي مشخصاً أسباب كل المشاكل بغياب الحب والعاطفة اللذان يمثلان المفتاح والعلاج الناجع لتحويل الصحراء إلى رياض غنّاء .

وفي النهاية ، أظهرَ فرانسوا مورياك في روايتهِ مهارة في الاسلوب وقدرة أدبية لامثيل لها في الوصف تطرب القارئ وتتركهُ أسيراً لخيالهِ في معركة عاطفية غابَ عنها المنتصر .

     ويمكن الاشارة الى ان البحث ينقسم الى موضوعين رئيسيين :

1-جفاف العلاقات العائلية .

2-مغامرات عاطفية وعلاقت محظورة  .

يعتمد البحث منهجية التحليل الموضوعي‘ عبر وحدة تحليل الموضوع .