التهذيب الكلامي: دراسة اجتماعية تداولية
الملخص
صاغ بروان وليفنس نظرية التهذيب الكلامي الاكثر اثراً عام 1978 وقاموا بمراجعتها عام 1978. تمثل نظرية التهذيب الكلامي رغبة المتحدثين بابداء اللطف تجاه بعضهم البعض باستخدام اسلوب التخاطب الايجابي، وتدعي النظرية ان هذه هي ظاهرة عالمية. وخلاصة النظرية هو القصد لتخفيف التهديد الموجه ’للوجه الاجتماعي‘ الذي قد تحمله بعض من افعال تهديد الوجه الاجتماعي تجاه الاخرين.
تستند نظرية ’التهذيب الكلامي‘ على مفهوم امتلاك كل من المتحدثين وجه اجتماعي (تصور اجتماعي ذاتي) يظهرونه بوعي ويحاولوا حمايته والحفاظ عليه. تطرح النظرية مجموعة من ستراتيجيات التهذيب الكلامي التي يمكن استخدامها للحفاظ على ماء الوجه الاجتماعي الخاص بالاخرين من المتحدثين عند مخاطبتهم. وتعرض النظرية ان هناك الرغبة بالحصول على قبول او استحسان الاخرين بينما يعكس الوجه الاجتماعي السلبي محاولة تجنب الضغط او التعرض للضغط او فرض امر او موقف عليه. وهكذا, فان استخدام ستراتيجيات ’التهذيب الكلامي‘ المقترحة تختلف من ’وجه الاجتماعي‘ الى اخر. وعلى اية حال فلا يشكل الوجه الاجتماعي ظاهرة ثابتة ولا تنطبق الاستراتيجيات التي تطرحها النظرية على كافة المجتمعات الثقافية، اذ ان المقاييس الاجتماعية قد تختلف من ثقافة الى اخرى. وهذا يؤشر نقطة ضعف في هذه النظرية، نظراً الى ان العلاقات الاجتماعية واسلوب التعامل في مواقف معينة وطرق التصرف الاجتماعي واساليب معالجة المواقف قد تتباين من مجتمع الى اخر.
يشتمل هذا البحث على خمس اقسام. يتناول القسم الاول مفاهيم ونظريات ’التهذيب الكلامي، المختلفة. اما القسم الثاني فيعرض ستراتيجيات التهذيب الكلامي المتنوعة. وكرس القسم الثالث لعرض نظرية افعال الكلام بقدر تعلقها ’بالتهذيب الكلامي‘. اما القسم الرابع فيعالج التنوع الاسلوبي بقدر تعلقه ’بالتهذيب الكلامي‘. ويعرض القسم الخامس نقاط الضعف في نظرية ’التهذيب الكلامي‘ ويعقد مقارنة مابين التهذيب واللاتهذيب الكلامي.
ينتهي البحث بالاستنتاجات يليها فهرس المراجع المستخدمة.