أنموذج العجز الفكري في مجموعة هاروكي موراكامي القصصية ما بعد الزلزال والواقع العراقي بعد زلزال الاحتلال
الكلمات المفتاحية:
اليأس ، خدر العقل ، الشر ، غير محمي ، زلزال ، تحقيق الذاتالملخص
يعد هاروكي موراكامي (1949-الى وقتنا الحاضر) من الكتاب اليابانيين المعاصرين، إذ ترجمت كتاباته الى قرابة خمسين لغة، وقد حصل على جوائز كثيرة منها يابانية وأخرى عالمية. لقد وظف القاص في كتاباته الاسلوب السريالي مما جعل اعماله تصنف ضمن مايعرف بالواقعية السحرية. ومن الموضوعات التي كتب فيها الاضطراباتُ الدنيويةُ المتمثلةُ بالشعور بالكبت والإحباط داخل النفس البشرية ، وفقدان الترابط الاجتماعي والعلاقات الانسانية في مجتمع ساده حب المال وحب الذات.
وتناول البحث قصتين قصيرتين ضمن مجموعة موراكامي القصصية "ما بعد الزلزال(2000)" ، وعلاقة موضوعاتها وشخوصها بما مر به العراق بعد الزلزال. وفي الواقع، فإن العراق لم يشهد حدوث زلزال حقيقي، لكن استُعمِل معناهُ المجازي للتعبير عن حياة العراقيين. ويقصد بالاشارة إلى العراق ما بعد الزلزال بالظروف
التي حصلت أبّان حرب عام 2003، وما عانى العراقيون نتيجة هذه الظروف مثل الاحساس بفقدان الترابط الاجتماعي، والكراهية ، ومشاعر الحرمان والإحباط ، وفساد القادة والسياسيين. فضلا عن ذلك فإنّ قصص موراكامي القصيرة التي اختارها الباحثُ في هذا البحث لا تتعامل مع هزة ارضية حقيقية، لكن بإمكان القارئ الشعور بمضامينها عند قراءته هذه القصص ،إذ مرت شخوص موراكامي أيضا" باحساس فقدان الترابط الاجتماعي والشعور بعدم التقدير والتقييم لمواقفهم وجهودهم المبذولة.
وقد اختار الباحثُ قصتين قصيرتين ،هما بالتّحديد "الصحن الطائر في كوشيرو"، و "الضفدع العملاق منفذ طوكيو" بوصفهما أُنموذجا للواقع العراقي ومقارنة هذه الشخصيات (التي هي في الواقع انعكاس لحياة اليابانيين في منتصف تسعينيات القرن العشرين) بحياة الكبت للعراقيين في حقبة مابعد حرب 2003. وان كليهما (أي اليابانيين والعراقيين) قد مرا بتجربة التشظي والانهيار واليأس ، وفقدان الاحساس بالاهمية الذاتية بسبب الظروف التي اتّضحت من خلال مناقشة هذه القصص، مع ذلك، فإنّ معاناة العراقيين أعمق وقد وصلت الى حد العجز الفكري، وتجمد المشاعر.
ويؤكد البحث ايضا ضرورةَ إزالة روح العداء من قلوب الناس ، قلوب السياسيين والقادة على نحو خاص. وعلى الرغم من تعقيد العالم الذي نعيش فيه فإن الانسان أدركَ بأنّ الرخاءَ يعتمد على تكاتف قوى الخير وضرورة تقبل الثقافات الموجودة ضمن المجتمع الواحد كافة, وفهم آراء الاخرين وطروحاتهم للنهوض بمجتمع متكاتف من اجل الوصول الى حياة رغيدة.