من القضايا الشخصية الى الهموم الوطنية: دراسة في روايتي ي. م. فورستر مكان تخشاه الملائكة وهاوردز إند
الملخص
ي. م. فورستر، روائي انكليزي معروف، شهدت حياته الأدبية تطورا ملحوظا. في روايته الأولى، المكان الذي تخشاه الملائكة، يقدم فورستر مجموعة من الشخيصات التي لا هم لها سوى تطمين حاجاتها الشخصية والعاطفية بعيدا عن أية هموم إجتماعية تتعلق بالمجتمع ككل. حيث تدور القصة عن فتاة تذهب الى أيطاليا فتتزوج هناك شخصا سيئا يسومها مر العذاب فتموت عند الولادة. تحاول عائلتها خطف الطفل بعد أن رفض والده تسليمه، ويموت الطفل أثناء عملية الخطف نتيجة لحادثة تصادم مع قطار. وبفعل الصدمة، وبعد أن يروا ردة فعل الأب العنيفة تجاه مقتل إبنه، تفتح بعض الشخصيات أعينها على حقيقة أنه حتى الأب السيء يمكن أن يحب أبنه بصدق. وهكذا فإن موضوع الرواية محدود وبسيط ويميل الى الميلودراما، حيث الجد والهزل يسيران مع بعض.
أما في رواية هاوردز إند، التي كتبت بعد سنوات طويلة من الرواية الأولى، فإن إهتمام الروائي قد توسع ليشمل موضوعات حساسة ذات صلة بمستقبل بريطانيا ومن يجب أن يحكمها. فالشخصيات هنا تمثل رموزا أبعد من ذواتها الشخصية. حيث عائلة ولكوك الأرستقراطية التي تسكن قصر هاوردز إند وتشتغل بالتجارة والمال. وعائلة شليغل، هيلين ومارغريت، اللتان تقيمان في نفس القصر. ويمثلان الطبقة الأرستقراطية الغنية. وهناك العامل الفقير، ليونارد باست الذي يعيش حياة البؤس والفاقة بعد أن وجد نفسه عاطلا عن العمل. ويمثل الطبقة العاملة الفقيرة التي تعاني من الشعور بالغربة في المجتمع. وفي نهاية الرواية، ترث مارغريت القصر، ويرمز الى إنكلترا كبلد. ومارغريت فتاة متعلمة عالية الثقافة تمثل الطبقة المتعلمة، وتأخذ إبن العامل باست لتربيه تحت رعايتها، وكأن الكاتب يريد القول أن إنكلترا لا يبنيها إلا تحالف الطبقة المثقفة والطبقة العاملة.
