The Concept of Real Religiosity in Graham Greene’s The Heart of the Matter

الملخص

يُعرَّف الدين بشكله العام والمُبسّط على أنه مجموعة من القيَم أو القوانين الأخلاقية، والتي تشمل الأحكام التي يجب على الناس إتباعها لتنظيم شؤونهم والتصديق بأنها أحكام مُرسلة من الذات الإلهية.

      ولا يقتصر مفهوم الدين على المعنى الضيق المتمثل بأداء الشعائر الخارجية من طقوس وتعبُّد وأزياء دينية ... الخ، بل يشمل كذلك كل القيم الإخلاقية والروحية والمتمثلة بالسلوك والتعامل الذي يعكس الجوهر الحقيقي للدين والذي يَتلخّص في مجموعة من القيَم – كالصدق والأمانة والإخلاص في العمل، التعامل الرحيم والرأفة والشفقة...الخ. وتتفق جميع الديانات على المضمون الأخلاقي للدين. حيث قال نَبيُّ الإسلام مُحَمّد (صلى الله عليهِ وسَلَّم) في الحديث الشريف: " ان الله لا ينظر إلى صِورِكم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". كما قال يسوع (عيسى في الإسلام) (عليه السلام) : " طوبى لأطهار القلوب فأنهم يشهدون لله".  إلا أنه في يومنا هذا لم يَعُد يُقاس الدين إلا بشكله الخارجي. وقد تَمَرّد الكثير من المفكرين والكُتاب على هذهِ الرؤية الضيقة للدين وأ صرُّوا على أنَّ الدين جوهر أكثر منه مظهر ومن هؤلاء الكاتب والأديب الإنكليزي غراهام غرين (1904-1991) الذي وبالرغم من وصمِهِ بالإلحاد لم يبتعد كثيراً عن روح الدين، ففي روايته  صميم المسألة (1948) حاول غرين، عِبرَّ بطل روايته، أن يُبَيّن ما هو قلب أو صميم الدين؟!