دراسة اسلوبية – تداولية للتضليل في روايات بوليسية مختارة

الملخص

لا أحد يستطيع أن ينكر قوة اللغة. فاللغة هي أداة مؤثرة وخطرة من الممكن ان تستخدم للتلاعب بالناس و خداعهم و السيطرة عليهم عن طريق التأثير على عقولهم و أفكارهم و مشاعرهم و هنالك أساليب مختلفة تستخدم لهذا الغرض و لكن يجب استخدامها بحذر و عند الضرورة فقط لانها من الممكن ان تؤدي الى سوء الفهم أو التضليل أو الغموض.                                                                                                

     ان أدب الغموض هو ذلك النوع من الأدب الذي يتطلب نقل المعلومات بدقة سواء كان ذلك من شخصية الى شخصية أخرى أو من شخصية الراوي الى القارئ أو من الكاتب للقارئ. ان بعض روايات الغموض تكسر القواعد التقليدية للغة لرفع مستوى التشويق و التلاعب بتوقعات القراء. فلا يتم الكشف عن كل المعلومات و هذا ما يجعل هذه الروايات ممتعة جدا لأنها تشد انتباه القارئ و تجعله يتطلع لمعرفة المزيد.                      

     لقد اتخذ تفسير الروايات البوليسية جوانبا مختلفة و أحد هذه الجوانب هو الجانب اللغوي و هذه الرسالة تذهب مع الجانب اللغوي في استكشاف الدوات الاسلوبية و التدولية المستخدمة في الروايات البوليسية لغرض التضليل و خداع القارئ .تكمن المشكلة في ان القراء قد لا يصلون الى الحل الصحيح او قد يصلون الى استنتاجات خاطئة عندما يحاولون الوصول الى الحقيقة و السبب هو ان الكتاب يستخدمون طرق وأساليب مختلفة لأخفاء الحقيقة و تضليل القراء.ان هذه الرسالة تهدف الى البحث عن هذه الأساليب و دراستها و هذه الأساليب هي التقديم أو تسليط الضوء،التأخير أوالاخفاء، اسلوب الراوي، انتهاك مبادئ غرايس، و الغموض.تبين الرسالة  بعد ذلك تأثير هذه الأساليب على الروايات البوليسية و قد أختيرت سبعة روايات بوليسية لأجاثا كريستي و أرثر كونان دويل لجمع العينات و تحليلها.                                                                                   

     لقد أكدت نتائج الدراسة على صحة استخدام هذه الأدوات و الاساليب في الروايات البوليسية و اكدت كذلك على مدى فعاليتها و كذلك أثبتت الدراسة ان اسلوب اجاثا كريستي اكثر غموضا من أسلوب أرثر كونان دويل. كما أكد الفحص الاحصائي على ان اسلوب الراوي و انتهاك مبدئي غرايس للكمية و الاسلوب هم أساليب الخداع الأكثر تكرارا على المستويين الاسلوبي و التداولي.