مخيلة الوباء في رواية الطاعون لألبير كامو وقصيدة الكوليرا لنازك الملائكة
الكلمات المفتاحية:
littérature comparée, le récit de l’épidémie, Albert Camus, Nazim al-Malaika, l’image de la guerre dans la littératureالملخص
تتناول الدراسة قصة الوباء موضوعا لها في عملين أدبيين صدرا في نفس السنة (1947) احدهما رواية الطاعون للكاتب الفرنسي ألبير كامو والثاني قصيدة الكوليرا للشاعرة العراقية نازك الملائكة. البحث، في حقيقة الأمر، دراسة مقارنة لصورة الحرب في العملين ذلك أن الكاتبين وظفا العلم في خدمة الأدب من خلال استعارة الوباء للتعبير عن الأخطار التي تفتك بالمجتمعات.
تكمن إشكالية البحث في الإجابة عن سبب لجوء الكاتبين إلى صيغة الاستعارة في سرد قضايا المجتمع بدلا من طرقها مباشرة. ماذا يمكن للأسلوب السردي لقصة الوباء أن يحمل من مدلولات لا تمتلكها قصة الحرب ؟
يتكون البحث من ثلاثة فصول رئيسة. يدرس الفصل الأول الجوانب السردية للعملين وتبيان مميزات السرد في قصة الوباء. الفصل الثاني يتناول صورة الحرب في العملين ومدلولاتها. أما الفصل الثالث فيتناول الهاجس الذي يراود الكاتبين من الخطر الذي يحيق بالبشرية والذي هو اكبر من أن يكون مجرد وباء.
نتائج البحث تبين أن التعبير عن الحرب والأوضاع المتردية في المجتمع من خلال أسلوب الاستعارة يأتي من كون الوباء (سواء الطاعون أو الكوليرا) هو من الأمراض التي لا يمكن القضاء عليها بشكل نهائي فهي تمر في فترات سبات وتعود لنشاطها عند توفر العوامل المساعدة على انتشارها هكذا وضع المجتمع آنذاك يهدده التذبذب وعدم الاستقرار. فلطاعون الذي يروي تفاصيله كامو والذي ضرب مدينة وهران الجزائرية هو ليس الا استعارة عن الحرب العالمية الثانية والاحتلال الألماني لفرنسا والإشارات واضحة في النص.أما الموت الذي تصوره الملائكة نتيجة تفشي وباء الكوليرا في مصر حيث أنها تذكر في مذكراتها أنها سمعت أن عدد الموتى ارتفع من ستمئة إلى الألف الأمر الذي دفعها إلى كتابة القصيدة. وفي الحقيقة ان هذا الخبر كان الحافز للتعبير عن وضع العراق بصورة خاصة والوطن العربي بصورة عامة وما يمران به من اضطهاد وظلم وقتل "فالموت هو ما تشكو منه البشرية" على حد تعبير الشاعرة.
إن اختيار الوباء كإطار ومادة سردية للحديث عن فترة زمنية كانت الأوضاع السياسية والاجتماعية تعاني من اضطراب وعدم استقرار هو عبارة عن وسيلة للتعبير، فالمرض، وهنا الوباء ، يحتوي على مدلولات عديدة تاريخية وعلمية و فوق طبيعية يمكنها فعلا ان تعبر عن حالة المجتمع، فالوباء هو ليس مجرد مرض يصيب فرد او مجموعة من الأفراد وإنما هو خطر غير مسيطر عليه وسريع الانتشار وعلاجه يكاد يكون مستحيلا الأمر الذي دعا نازك ان تجد في الموت الدواء من الوباء. إذاً هو أقصى حالات العجز والهول الذي يسببه الوباء دعا الكاتبان إلى اختيار مثل هذه الصور للحديث عن الماسي التي تصيب البشرية. فالوباء من الناحية التاريخية سجل العديد من القصص التي تعكس الكوارث التي ألحقها بالبشرية. فقد ذكر كامو وعدد وباء الطاعون على مر العصور والضحايا اللذين سقطوا بسبب هذا الوباء. فالوباء هو إذا حالة تعبير شاملة