خلف سطور المخطوطة الشرقية دراسة في تأويل الشخصية والوقع الحركي للنص

الملخص

من المدهش ان خاصية الكلام لاتتوقف حتى مع الصمت ، سواء كان هذا الصمت تعطيل لجهاز النطق ، ام مرض يعجز معه الانسان عن الكلام ، والاغرب من ذلك ان الانسان لايتوقف عن الكلام حتى اثناء النوم ، تفسه الاحلام وما يدور فيها من محاورات ، وان تكن صامته اغلبها .

  اذن اصبح من الحتمية ان تقدم ثيمة لغوية تدعو للتواصل ، ما دام هناك اشخاص يتحاورون .

  ولان الرواية رؤية اخرى للحياة ، فلا شك ان تحضر الاشخاص ، ليجد التواصل معناه ، لاسيما التواصل القرائي ، وكل ما يطرحه من تأويلات مفتوحه تصرح بها الشخصية او تخفيها ، لتتوجه بدورها الى القاريء ، فيحمل اعباءها وحده ، ويصير معنيا بنتائجها وحده .

  هذا اذا وصفنا الشخصية بالوعاء الناقل ، والذي يربط  طرفي الرواية ، الطرف المخفي (الكاتب) ، والطرف الظاهر (القاريء) ، وهي تستوعب افكار الرواية وانفعالاتها وان خلت من وصف جسدي او ظاهري يتعلق بالملبس والامتعة والاكسسوارات ، بذلك تصبح الشخصية بتجريدها الركن الاساس في عمليتي الكتابة والقراءة معا .

   وقد نصادف مع الكتابات الحديثة ، شخصيات تأخذ وضع الجمود ، وتصبح مع السرد مجرد ترديد للذات ، وانحسار للنفس داخل سجن الجسد ، واجترار للماضي لا تبرز الا باستذكار شخصيات اسطورية تعينها على التشبث بالحياة ، وقد تناولت ما تقدم في محاور عدة ، منها علاقة الاسماء الشخصيات ، ( الموروث بشقيه الاسطوري والديني ) والشخصيات التاريخية ، وايضا تحليل الشخصية هيرمونوطيقيا ، اذ لابد للقاريء ان يفهم الشخصية الروائية ، كي يستطيع التواصل معها ، او تساعده هي ايضا على الاشتراك واياها في طريقة فهمها للعالم .

   فالرواية ليست الا طريقة جديدة لفهم الحياة ، والمحور الاخير هو الوقع الحركي للنص ، وهو يقوم بدور اساس في انتقال الاحداث من مكان الى اخر ، وان كانت في الاصل تناصا ، يحاول ان يؤسس بها المؤلف لروايته ، حتى وان تجاوز على قدسية بعض النصوص ، اذ يصل الامر الى التهكم بالشخصيات الدينية ، اثناء قلب المفاهيم المستقرة ، واخيرا النتائج التي تعد خلاصة الدراسة واهم  الملاحظات فيها .